للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي اللَّه عنه- وَاحِدَةً، وَكَانَتْ مَعَ غُلَامِ أَبِي بَكْرٍ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَعَائِشَةُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ وَأَسْمَاءُ ابْنَتُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ يَنْتَظِرُ غُلَامَهُ وَالزِّمَالَةَ، إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ لَيْسَ مَعَهُ الْبَعِيرُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟

قَالَ: أَضْلَلْتُهُ الْبَارِحَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ، فَطَفِقَ (١) يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَتَبَسَّمُ، وَيَقُولُ: "انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ؟ "، وَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ، وَيتَبَسَّمُ (٢).

* تَلْبِيَةُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ:

فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَادِي عُسْفَانَ، قَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ! أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ ". قَالَ: وَادِي عُسْفَانَ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ وَصالِحٌ عَلَى بَكَرَاتٍ (٣) حُمْرٍ خُطُمُهَا (٤) اللِّيفُ، أُزُرُهُمُ الْعَبَاءُ، وَأَرْدِيَتُهُمُ النِّمَارُ (٥)، يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ


(١) طَفِقَ: بمعنى أخذ وجعل. انظر النهاية (٣/ ١١٨).
(٢) أخرج ذلك ابن ماجه في سننه - كتاب المناسك - باب التوقي فِي الإحرام - رقم الحديث (٢٩٣٣) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٩١٦) - وأبو داود في سننه - كتاب المناسك - باب المحرم يؤدب غلامه - رقم الحديث (١٨١٨) - وإسناده ضعيف - فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن.
(٣) الْبَكْر: بفتح الباء: الفتي من الإبل، والأنثى بكرة. انظر النهاية (١/ ١٤٧).
(٤) خِطام البعير: بكسر الخاء، هو الحبل الذي يُقاد به البعير. انظر النهاية (٢/ ٤٩).
(٥) النِّمَار: هي شملة مخططة من مآزر الأعراب، كأنها أُخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض، واحدتها نَمِرة بفتح النُّون وكسر الميم. انظر النهاية (٥/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>