للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخَلْقِ، وَلِهَذَا مَا إِنْ ذَكَرَ لَهُ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّ اللَّهَ أرْسَلَهُ بَادَرَ إِلَى تَصْدِيقِهِ، ولَمْ يتَلَعْثَمْ.

قَالَ الرَّسُولُ-صلى اللَّه عليه وسلم- عنَه: "مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الإِسْلَامِ إِلَّا كَانَتْ عِنْدَهُ كبْوَةٌ (١)، ونَظَرٌ، وَتَرَدُّدٌ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، مَا عَكَمَ (٢) عَنْهُ حِينَ ذَكرْتُهُ لَهُ، وَمَا تَرَدَّدَ فِيهِ" (٣).

* الأَدِلَّةُ عَلَى تَقَدُّمِ إِسْلَامِ أَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقِ -رضي اللَّه عنه-:

قُلْتُ: الأَدِلَّةُ كَثِيرَةٌ عَلَى أَنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ-رضي اللَّه عنه- أوَّلُ مَنْ أسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- عِنْدَمَا بُويِعَ بِالْخِلَافَةِ: ألَسْتُ أحَقَّ النَّاسِ بِهَا؟ ألَسْتُ أوَّلَ مَنْ أسْلَمَ؟ (٤).

وروَى الحاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ والإِمَامُ أَحْمَدُ في فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ولَهُ شَاهِدٌ عِنْدَ البَغَوِيِّ في مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ وسَنَدُهُ حَسَنٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ


(١) الكَبْوَةُ: هي الوَقْفَةُ كَوَقفةِ العَاثِرِ، أو الوَقْفَةُ عِنْدَ الشَّيءِ يكرَهُهُ الإنسان. انظر النهاية (٤/ ١٢٧).
(٢) قال ابن هشام في السيرة (١/ ٢٨٨): عَكَمَ: أي تَلَبَّث.
(٣) أورد هذا الحديث ابن الأثير في جامع الأصول (٨/ ٥٨٥) -وعزاه إلى الديلمي في مسند الفردوس عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- وأخرجه ابن إسحاق في السيرة (١/ ٢٨٨) وإسناده منقطع.
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه - كتاب المناقب - باب في مناقب أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٣٩٩٧) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (٦٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>