للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالحَبَشَةِ (١)، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابَهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ جَعْفَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعَثَنَا هَاهُنَا، وَأَمَرَنَا بِالإِقَامَةِ، فَأَقِيمُوا مَعَنَا، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ افتتَحَ خَيْبَرَ (٢)، فَأَسْهَمَ لَنَا، أَوْ قَالَ: فَأَعْطَانَا مِنْهَا، وَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا، إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا مَعَ جَعْفَرَ وَأَصْحَابِهِ (٣)، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ (٤).

* حَدِيثٌ ضَعِيفٌ:

قُلْتُ: وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- الذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مُشْكِلِ الآثارِ، وَلفظُهُ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَغْنَمًا


(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٧/ ٥٨٧): كأنَّ الريح هاجت عليهم فما ملَكُوا أمرهم حتى أوصلتهم بلاد الحبشة.
(٢) وقع في رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار بسند صحيح على شرط البخاري - رقم الحديث (٢٩١٢): أنهم قَدِمُوا بعد فتح خيبر بثلاث أيام.
(٣) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٧١): ويُعَكِّر علي هذا الحَصْرِ حديثُ أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- في البخاري - رقم الحديث (٤٢٣٤) ولفظه: افتَتَحْنَا خيبرَ ولم نَغْنَمْ ذهبًا ولا فِضَّةً، إنما غَنِمْنَا البقر والإبل والمتاع والحوائط -أي البساتين-.
ويجمع بين هذا وبين الحَصْرِ الذي في حديث أبي موسى أن أبا موسى أرادَ أنه لم يُسْهِمَ لِأَحَدٍ لم يشهد الوقعة من غير اسْتِرْضَا: أحَدٍ من الغَانِمِينَ إِلَّا لأصحاب السفينة، وأما أبو هريرة وأصحابه فلم يُعْطِهِمْ إلا عن طِيبِ خَوَاطِرِ المسلمين، واللَّه أعلم.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب فرض الخمس - باب إذا بعث الإمام رسولًا في حاجة، أو أمره بالمقام هل يسهم له؟ - رقم الحديث (٣١٣٦) - وأخرجه في كتاب المغازي - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (٤٢٣٠) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل جعفر بن أبي طالب، وأسماء بنت عميس - رقم الحديث (٢٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>