للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَوَضَعُوا السِّلَاحَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِصُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ -رضي اللَّه عنه- يَأْمُرُهُ بِقِتَالِ بَنِي قُرَيْظَةَ.

فَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ الْخَنْدَقِ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ، وَاغْتَسَلَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ.

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَإِلَى أَيْنَ؟ " قَالَ: هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَيْهِمْ (١).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَأَنَّي أَنْظُرُ إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ خَلَلِ (٢) الْبَابِ قَدْ عَصَبَ (٣) رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ (٤).

وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ عِنْدَهَا فَسَلَّمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَنَحْنُ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَزِعًا فَقُمْتُ فِي أَثَرِهِ فَإِذَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ (٥)، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا جِبْرِيلُ


(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب مرجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحزاب - رقم الحديث (٤١١٧).
(٢) الخَلَلُ: الفُرْجَةُ بينَ الشيئَيْنِ، والخَلَّةُ: الثُّقْبَةُ الصَّغيرةُ. انظر لسان العرب (٤/ ١٩٩).
(٣) عَصَبَ رأسَهُ من الغُبَارِ: أي رَكِبَهُ وعَلِقَ بِهِ. انظر النهاية (٣/ ٢٢١).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٤٩٩٤).
(٥) هو دحية بن خليفة الكلبي -رضي اللَّه عنه- صحابي مشهور، أول مشاهده أُحد، ولم يشهد بدرًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>