للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسْتِهْزَاءً، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ بَيْنَا أنَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي حَرْثٍ (١) وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ (٢)، إِذْ مَرَّ اليَهُودُ (٣) فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ فَقَالُوا: مَا رَابَكُمْ (٤) إلَيْه؟

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالُوا: سَلُوهُ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ مَقَامِي، فَلَمَّا نَزَلَ الوَحْيُ قَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (٥).


(١) قال النووي في شرح مسلم (١٧/ ١١٣): هو موضعُ الزَّرْعِ.
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (١٢٥) قال: في خِرَب المدينة.
والخِرَبُ بكسر الخَاءَ جمعُ خِرْبة، والخِرَبُ ضد العَامِر.
قال الحافظ في الفتْح (٩/ ٣١٨): والأول أصوب فقد أخرجه مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٢٧٩٤) (٣٤) عن ابن مسعود بلفظ: كان في نخل.
(٢) العَسِيبُ: هو جَرِيدَةُ النَّخْلِ. انظر النهاية (٣/ ٢١٢).
(٣) وفي بقيةِ الروايات في كتاب العلم - رقم الحديث (١٢٥) - وكتاب الاعتصام رقم الحديث (٧٢٩٧) - وكتاب التوحيد - رقم الحديث (٧٤٥٦) في صحيح البخاري، وكذا عند مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٢٧٩٤) قال: ". . . إذ مرّ بنفر من اليهود". قال الحافظ في الفتح (٩/ ٣١٩): يحمل هذا الاختلاف على أن الفَرِيقين تَلاقوا، فيَصْدُق أن كُلًا مرّ بالآخر.
(٤) ما رَابَكُمْ إليه: أي ما حَاجَتُكُمْ إلى سُؤَاله. انظر النهاية (٢/ ٢٦٠).
(٥) قلتُ: هذا يدل على أن نزولَ آية الروح وقع بالمدينة، لكن روى الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٣٠٩) - والترمذي في جامعه - كتاب تفسير القرآن - باب ومن سورة بني إسرائيل - رقم الحديث (٣٤٠٧) بسند صحيح عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>