للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوابها، وطلب من القوم حلها والجواب عنها، فإن لم يقدروا فالحلّ فقط، فإن لم يقدروا فإعادتها، فلما انتهى من ذكرها شرع البيضاوي في الجواب، فقال: لا أسمع حتى أعلم أنك فهمت، فخيره بين إعادتها بلفظها، أو معناها، فبهت المدرّس، وقال: أعدها بلفظها، فأعادها ثم حلّها، وبيَّن أن في ترتيبه إيَّاها خللاً، ثم أجاب عنها وقابلها في الحال بمثلها، ودعا المدرس إلى حلّها فتعذّر عليه ذلك، فأقامه الوزير من مجلسه وأدناه إلى جانبه وسأله، فأخبره أنه البيضاوي، وأنه جاء في تقرير القضاء، فأجاب وخلع عليه في يومه وردّه. انتهى.

ذِكْرُ من كثرت تآليفه من المصنِّفين: ذكر ابن رجب (١) في ترجمة الشيخ تقي الدين ابن تيمية من "معجمه" (٢) أن تصانيفه تزيد على ستمائة مجلّد. وقال الذهبي: ومصنّفاته أكثر من مائتي مجلد بعضها تمَّ وبعضها لم يبيّض، استوعبها الصفدي في "الوافي بالوفيات" (٣).

وذكر السيوطي في ترجمة الحسن [بن أحمد] بن عبد الله ابن البنَّا (٤) أنه صنّف في الفنون مائة وخمسين تصنيفاً (٥). ومنهم:

• الشيخ محيي الدين ابن عَربي (٦)،

• والإمام الغزالي، قيل إن له نحو خمسمائة مصنَّف (٧)، يروى أنه اجتمع في خزائن كتب الشيخ أبي إسحق الشِّيرازي (٨) نحو أربعمائة مؤلَّف من مؤلفات الغزالي. كذا في "مفتاح السعادة" (٩)، وقد وصلتُ إلى نحو مائة منها،


(١) ورد ذكره في القسم الأول برقم ٢٤٨٢.
(٢) وقال ابن رجب الحنبلي في "ذيل طبقات الحنابلة" (٢/ ٤٠٣) في أواخر ترجمته له: "وأما تصانيفه -رحمه الله-، فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة، فلا يمكن لأحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها ولا ذكرها".
(٣) انظر "الوافي بالوفيات" (٧ - ١٧ - ١٨).
(٤) انظر ترجمته في "بغية الوعاة" (١/ ٤٩٥ - ٤٩٦)، وفي القسم الأول برقم ١٣٠٧.
(٥) وقال ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (٥/ ٣٠٦): "قال ابن الجوزي: ذكر عنه أنه قال: صنَّفت خمسمائة مصنَّف". وقال العُليمي في "المنهج الأحمد" (٢/ ٤٠٧): "وقد جمع المصنَّفات في فنون العلم جموعاً حسنة تزيد على ثلاث مئة مجموعة، وذكر عنه أنه قال: صنَّفت خمس مئة مصنف" وقال الزركلي في "الأعلام" (٢/ ١٨٠): "وكان يقول: صنّفت مئة وخمسين كتاباً، وقيل: بلغت كتبه خمس مئة كتاب".
(٦) قال الزركلي في "الأعلام" (٦/ ٢٨١): "له نحو أربع مئة كتاب"، وفي القسم الأول برقم ٤٣٩٣.
(٧) وقال الزركلي في "الأعلام" (٧/ ٢٢): "له نحو مئتي مصنّف".
(٨) سبقت ترجمته في القسم الأول برقم ٦٤.
(٩) انظر "مفتاح السعادة" (٢/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>