للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والهجري: على ما أخرج ابن عساكر (١) عن الشعبي أنه كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر -رضي الله عنه-: إنه يأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ، فأرخ ما شئت، وشاور عمر -رضي الله عنه-، فقيل: أرخ لمبعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وقيل لوفاته، فقال عمر: بل نؤرخ لهجرته، فإنه فرق بين الحق والباطل، فأرخ به، فكتب لست عشرة من المحرم بمشورة علي ابن أبي طالب. وقال عثمان -رضي الله عنه-: أرِّخوا من المحرم أول السنة لأنه منصرف الناس من الحج وهو آخر الأشهر الحرم.

وقال ابن عساكر عن ابن شهاب (٢): إن النبي -عليه السلام- أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة. وقال (٣): هذا أصوب لكن المحفوظ أن الآمر بالتاريخ عمر -رضي الله عنه- (٤).

والفارسي: أوله من جمشيد، ثم كانوا يجددون ذلك في زمان كل سلطان عظيم لهم كما تفعل الروم وهكذا إلى زمن يزدجر آخر ملوكهم واستمر تاريخه واشتهر به وشهوره مشهورة.

والجلالي: ويقال (٤ / أ- ب) له الملكي، من عهد جلال الدين ملكشاه السلجوقي وضعه فريق من المنجمين، كعمر الخيَّام وعبد الرحمن الخازن، فكبسوا سنة إحدى وسبعين وأربعمائة بناءً على السنة الشمسية وأسماء شهوره أسماء شهور الفرس وأولها من انتقال الشمس إلى الحمل. والبُعد فيما بين الرومي والهجري تسعمائة وعشر سنين.

والهجرة والقديم اثنان وثلاثون سنة والقديم والملكي أربعمائة وسبعة وأربعون سنة.

وقال المسعودي في "مروج الذهب": (٥) والتباين [لذي] بين تاريخ بُختنصر و [تاريخ] يزدجر ألف وثلاثمائة وتسع وسبعون سنة فارسية وثلاثة أشهر، والذي بين تاريخ فيلقوس و [تاريخ] يزدجر تسعمائة وخمس وخمسون سنة وثلاثة أشهر وبين تاريخ الإسكندر وتاريخ يزدجر تسعمائة واثنتان وأربعون سنة من سني الروم ومائتان وتسعة وخمسون يومًا. وبين تاريخ يزدجر وتاريخ الهجرة من الأيام ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وعشرون يومًا، فأول هذه التواريخ تاريخ بُختنصر، ثم فيلقوس، ثم ابنه إسكندر، ثم الهجرة، ثم يزدجر. انتهى.


(١) انظر "تاريخ مدينة دمشق" (١/ ٤٢ - ٤٦) (طبعة دار الفكر ببيروت) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف واختصار وعبارة "صلى الله عليه وسلم" التي بين الحاصرتين زيادة منه.
(٢) انظر "تاريخ مدينة دمشق" (١/ ٣٧) وابن شهاب (وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري أبو بكر) المتوفى سنة (١٢٤ هـ)، لم يدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر من سمع منه، فالرواية مرسلة.
(٣) انظر "تاريخ مدينة دمشق" (١/ ٣٨).
(٤) وهو ما تمَّ الإجماع عليه. انظر "فتح الباري" لابن حجر العسقلاني (٧/ ٢٦٨ - ٢٦٩) (طبعة دار المعرفة ببيروت) ومقدمة التحقيق لكتاب "شذرات الذهب" (١/ ١٤).
(٥) انظر "مروج الذهب" (٢/ ١٧٩) بتحقيق (يوسف أسعد داغر)، طبعة دار الأندلس ببيروت وما بين الحاصرتين مستدرك منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>