للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله صلى الله عليه وسلم: «أنّ الله تعالى يقول إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه» «١» . وهناك أحاديث صحيحة أخرى بوجوب الضرب على يد الظالم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتنويه بمن يقول كلمة حقّ أمام سلطان جائر واعتبار ذلك من أفضل الجهاد أوردناها في سياق تعليقنا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سورة الأعراف وتصحّ أن تورد في هذا السياق أيضا بحيث يبدو التساوق في التلقين النبوي مع التلقين القرآني في هذا الأمر كما هو في كلّ أمر.

[[سورة الفرقان (٢٥) : آية ٢٠]]

وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (٢٠)

. (١) فتنة: ابتلاء واختبارا.

(٢) أتصبرون: أي لنرى من منكم الصابر على ابتلاء الله واختباره. أو هل تصبرون على ابتلاء الله واختباره.

الآية متّصلة بالسياق. وقد احتوت ردّا آخر على تساؤل الكفار الذي حكته إحدى الآيات السابقة حيث قررت أن مماثلة النبي صلى الله عليه وسلم في طبيعته البشرية للناس ليست بدعا وأن الله تعالى لم يرسل من قبله إلّا بشرا مثله يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق كسائر الناس. ثم قررت أن الله سبحانه وتعالى جرت عادته على ابتلاء الناس واختبارهم ببعضهم ليرى مقدار صبرهم على ذلك وهو البصير بكل شيء.


(١) تفسير القاسمي ج ٨ ص ٣٠١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>