أمام لجنة التحقيق الملكية الإنكليزية (١٩٣٧) ومندوبا للجنة في المؤتمر العربي العام في بلودان بسورية وسكرتيرا عاما للمؤتمر (١٩٣٧) والعضو المنتدب في دمشق لإدارة وتمويل وتجهيز حركة الثورة العربية في فلسطين (١٩٣٧- ١٩٣٩) وقد اعتقل وحوكم أكثر من مرة. وشجّ رأسه في مظاهرات عام ١٩٣٣ التي قادها ضد الإنكليز في يافا مع زملائه أعضاء اللجنة التنفيذية. وحاكمته السلطات الفرنسية في محكمة عسكرية في دمشق بسبب نشاطه في تغذية وإدارة ثورة فلسطين وحكمت عليه بالسجن خمس سنين قضى منها ١٦ شهرا في سجني المزة والقلعة في دمشق وأفرج عنه سنة ١٩٤٠ بعد انهيار فرنسا في الحرب. وفي سنة ١٩٤١ نزح عن دمشق ولجأ إلى تركية على أثر الغزوة الإنكليزية لسورية وعاد سنة ١٩٤٥ إلى دمشق بعد نهاية الحرب العالمية وما زال فيها. وانتدب لعضوية الهيئة العربية العليا ولتمثيلها في دمشق وفي مجلس الجامعة العربية واللجنة السياسية والعسكرية فيها (١٩٤٦- ١٩٤٧) . ومرض في سنة ١٩٤٨ وأجريت له عملية جراحية كبيرة أدت إلى ضعف بنيته وصار النشاط الجسماني متعبا له. واشتد في هذه الأثناء ثقل سمعه الذي بدأ في سنة ١٩٣٢ فقل نشاطه البدني في المجال السياسي والوطني واقتصر ذلك على ما كان يكتبه ويتلقاه من رسائل وينشره من مقالات وبحوث ويجريه من مقابلات ويوجهه من تذكير وتحذير حسب مجرى الأحداث والمناسبات. وصرف أكثر جهده ووقته إلى النشاط العلمي حيث ظل الله عز وجل مديما نعمته عليه في النشاط الذهني وقوة الحفظ والذاكرة.
[النشاط العلمي]
: لم يقدر له الاستمرار في الدراسة في مدارس أخرى بعد المدرسة الإعدادية في نابلس ولكنه منذ تخرجه من هذه المدرسة سنة (١٩٠٥) وكان عمره حينئذ ست عشرة سنة انكب على المطالعة والدراسة الشخصية بدون انقطاع. وقد تسنى له أن يقرأ عددا كبيرا من الكتب العربية في اللغة والأدب والشعر والتاريخ والاجتماع