للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه إذا كان الكفار يقفون من النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته هذا الموقف ويغفلون عن الحق ويصرون على الضلال فإن لله عبادا صالحين إلى درجة النبوة يعبدونه ويخضعون له ويتفانون في الإخلاص له وينبذون آباءهم وأقوامهم في سبيله، وإذا تتلى عليهم آياته خرّوا ساجدين باكين من خشيته.

ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أن الآية الأخيرة [٥٨] مدنية. ويلحظ أنها متصلة بالسياق اتصالا تامّا سبكا وموضوعا، وهذا ما يجعلنا نشكّ في الرواية.

ويلحظ أن جمع إبراهيم وإسحق ويعقوب في الآيات وانفراد إسماعيل عنهم عليهم السلام جاء أقوى مما جاء في سورة ص. ومع ذلك فإن التعليل الذي خطر لنا لهذا الجمع والانفراد وأوردناه في سياق سورة ص يمكن أن يظل واردا. ولقد روى بعضهم «١» أن إسماعيل المذكور هو غير إسماعيل بن ابراهيم. غير أنه ليس هناك خبر وثيق ما عن نبّى اسمه إسماعيل غير إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

ولذلك نعتقد أنه هو المقصود في الآيات، والله تعالى أعلم.

[تعليق على مغزى التفصيل في قصة إبراهيم عليه السلام]

ويلحظ شيء من التفصيل في موقف إبراهيم عليه السلام من أبيه. ومما هو جدير بالذكر في هذه المناسبة أن ما ورد في القرآن- هنا وفي السور الأخرى- من قصص إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه- وقد تكرر ذلك بأساليب متنوعة في سور عديدة- لم يرد في سفر التكوين المتداول اليوم الذي احتوى إصحاحات عديدة فيها ترجمة حياة إبراهيم وأخباره وأولاده وذريته إلى آخر عهد يعقوب


(١) روى هذا المفسر الشيعي الطبرسي عن أبي عبد الله في سياق يبدو عليه التكلف والهوى الحزبي. ومما جاء في الرواية أن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام مات في حياة أبيه.
وسفر التكوين المتداول الذي هو أصل المعارف القديمة عن إبراهيم وحياته وذريته يذكر أن إسماعيل عاش بعد أبيه..

<<  <  ج: ص:  >  >>