- وليس هناك أي رواية تذكر ذلك- فمناسبتها مع السياق قائمة. ولا يغير وصفها منه في العهد المدني المدى التعقيبي المراد منها. أما إذا كان قصد المبشر هو أنها مزيدة بعد النبي للتدعيم فهو متهافت وزور معا. ففي القرآن المكي والمدني عشرات من الآيات المتساوقة مع ما في الآيات بما في ذلك الآية [٣٦] سواء أكانت من كلام عيسى عليه السلام أو تقريرا مطلقا التي تنفي عن الله عز وجل الولد وتدعو إلى عبادة الله وحده وتهدي إلى صراطه المستقيم، وتأمر بعد الإقراء في أمر عيسى وكونه كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان، وتحكي كلامه بأنه عبد الله ورسوله ودعوته لبني إسرائيل بعبادة الله وحده وتنديده بالمشركين به، وتنصله من دعوى ألوهيته هو وأمه إلخ إلخ فلم يكن من ضرورة والحالة هذه لزيادة هذه الآيات بعد النبي للتدعيم. وهذا فضلا عن أن ذلك قد دعم بما سجلته آيات كثيرة مكية من إيمان النصارى بالنبي والقرآن لما سمعوه وعرفوه من الحق، وكون بعثة النبي هي تحقيق لوعد الله وبشارة عيسى ولما عاينوه من أعلام النبوة.
(٢) أسمع بهم وأبصر: ما أشد سمعهم وبصرهم، حين يأتون إلى الله يوم القيامة.
هذه الآيات كما هو المتبادر جاءت معقبة على الآيات السابقة جريا على الأسلوب القرآني في المناسبات المماثلة. وقد احتوت إشارة إلى ما كان من اختلاف الناس شيعا وأحزابا ومذاهب في شأن عيسى عليه السلام، وإنذارا للكافرين المنحرفين عن الحق بمشهد اليوم الأخروي العظيم، وما سوف ينالهم