للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقف عليه هذا الموقف ثم قال وكل عرفة موقف. وقال حين وقف على هضبة صبيحة المزدلفة هذا الموقف ثم قال وكل المزدلفة موقف. ولما نحر بالمنحر بمنى قال هذا المنحر وكل منى منحر.

وهكذا كانت هذه الحجّة المباركة من أعظم مشاهد الرسالة المحمدية وتتويجا رائعا لها.

[نبذة في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ولحظاته الأخيرة وصفته]

وأما وفاته صلى الله عليه وسلم فقد كانت على أشهر الروايات «١» في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة عن ثلاث وستين سنة «٢» . ولا تذكر الروايات المرض الذي مات به. وكل ما جاء فيها أنه ألمّت به حمّى رافقها صداع. وأن العباس عمّه رضي الله عنه ظنّ أنها ذات الجنب ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان الله ليقذفني بهذا الداء. ولم يطل مرضه إلّا نحو أسبوعين. ولما شعر بثقل وجعه استأذن من نسائه بالانتقال إلى بيت عائشة تحقيقا لفكرة العدل بينهن فأذنّ له حيث مات في بيتها ودفن فيه وهو المكان المدفون فيه إلى اليوم على التحقيق صلوات الله وسلامه عليه.

ومما رواه ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل مع أبي مويهبة مولاه


(١) انظر ابن هشام ج ٤ ص ٣١٩- ٣٤٥ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٤٣٠- ٤٤٤ وكل من المؤلفين يسند رواياته إلى راو بعد راو إلى أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢) هناك حديث رواه الشيخان والترمذي عن ابن عباس قال: «بعث رسول الله لأربعين سنة فمكث في مكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة إلى المدينة فهاجر إليها فأقام عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة» . وحديث رواه مسلم عن أنس قال: «قبض رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة» . وحديث رواه مسلم والترمذي عن عائشة قالت «توفي رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة» . ومع ذلك فهناك حديث رواه مسلم والترمذي عن ابن عباس قال: «توفي رسول الله وهو ابن خمس وستين سنة» انظر التاج ج ٥ ص ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>