(١) أيام الله: القصد منها بلاء الله وعذابه. وكلمة الأيام كانت تستعمل عند العرب كناية عن أيام الحروب، وجملة أيام العرب تعني حروبهم، وقيل إن الجملة تشمل نعم الله ونقمه معا وإن معناها لا يبالون بما يقال بأن النعم والنقم من الله.
في الآيتين:
١- أمر رباني للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول للمؤمنين إنه يحسن بهم أن يكظموا غيظهم إزاء الكفار الذين يتجاهلون بطش الله وانتقامه ولا يتوقعونهما ويصدرون فيما يفعلونه عن ذلك وأن يتسامحوا ويغضوا عما يأتونه من أفعال ويقفونه من مواقف نتيجة له.
٢- وتقرير بأن الذي يعمل العمل الصالح إنما يعمله لنفسه، والذي يعمل السيء إنما يتحمل هو تبعته. وبأن مردّ الناس جميعهم إلى الله حيث يجزى كل منهم بما عمل.
والآية الثانية تعقيب على الأولى وتدعيم وتعليل لما احتوته من الأمر بالكظم والغفران كما هو المتبادر. وهي من الآيات الصريحة الحاسمة والمحكمة بأهلية الإنسان للعمل الصالح والسيء بما أودعه الله فيه من إرادة وقابلية وباستحقاقه الجزاء وفاقا لكسبه واختياره.
تعليق على آية قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ
وقد روى المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [١٤] مدنية، وروى بعض المفسرين أنها نزلت في مناسبة شتم أحد المشركين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكة وتفكير هذا بمقابلته والتنكيل به. كما روى بعضهم أنها نزلت في المؤمنين