الويل فيه والخزي للمكذبين بالقيامة والغافلين عنها.
والمتبادر أن السؤال لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ يهدف إلى استرعاء السمع إلى خطورة اليوم المعين بمثابة (هل تدرون أي يوم ذلك اليوم) فيأتي الجواب (إنه يوم الفصل وما أدراك ما خطورة يوم الفصل) .
والتبدّل الذي أشير إلى طروئه على السماء والنجوم والجبال هنا ليس بقصد الحصر. فقد ورد في سور عديدة سابقة ولاحقة إشارات إلى طروء التبدّل على مشاهد كونية غيرها.
وقد ذكرنا ما تلهمه هذه الإشارات من مقاصد في المناسبات السابقة فلا حاجة إلى التكرار.
[تعليق على عبارة انفراج السماء وانطماس النجوم]
وقد يتوهم البعض أن استعمال فعل الانفراج للسماء والطمس للنجوم يدل على أن القرآن يعني أن السماء جسم صلب وأن النجوم مصابيح قابلة للاشتعال والانطفاء. والذي نراه أن هذا أسلوب خطابي للناس متسق مع ما يرونه من مشاهد واعتادوه من ظواهر وقام في أذهانهم من صور، وأن القصد منه البرهنة على قدرة الله عزّ وجلّ ومطلق تصرفه في الأكوان وبخاصة بما يملأ النفوس روعة من مشاهدها.
وقد أوّلنا توقيت الرسل بما أوّلناه في القرآن آيات عديدة ذكر فيها الإتيان بالنبيين والرسل لشهود محاسبة أممهم يوم القيامة، منها آية سورة النساء هذه: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (٤١) وآيات سورة الزمر هذه: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وآية سورة المائدة