وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوّع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدّة موقفهم يوم القيامة، لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
. وهذا المقطع استطرادي كما هو ظاهر، وصلته بالسياق قائمة بالاستطراد إلى ذكر مصير المؤمنين الصالحين بعد ذكر مصير الآثمين المكذبين، وقد تكرر مثل هذا الاستطراد كثيرا في المناسبات المماثلة، ومعنى الآيات واضح لا يحتاج إلى أداء بياني آخر.
ومع أن نعتي المتقين والمحسنين يعنيان المؤمنين بالله عزّ وجلّ ورسالة