تعليق على الآية إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥) والآيتين التاليتين لها
لم يرو المفسرون رواية ما في نزول هذه الآيات. وإنما رووا عن أهل التأويل أن المقصودين في جملة يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ وجملة الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ هم المنافقون. وهذا مستلهم من فحوى الآيات وسياقها. وتكون الآيات والحالة هذه استمرارا تعقيبيا للسياق السابق بسبيل تثبيت المؤمنين وتطمينهم. والتنديد بالمنافقين وترهيبهم بالإضافة إلى ما فيها من حقائق يجب الإيمان بها.
وأسلوب الآيات قوي نافذ من شأنه أن يبعث الطمأنينة والروح في قلوب المؤمنين المخلصين وأن يمدّهم بقوة روحانية في كلّ ظرف.
. عبارة الآية واضحة. وفيها تكذيب لما يظنّه الكفار من أن إملاء الله لهم وإمهالهم وتيسيره ما ييسره لهم خبر خير وعلامة على رضاء الله عنهم بل هو إملاء منه ليزدادوا إثما على إثم حيث يكون لهم عنده العذاب المهين.