(٥٨) ، وآية سورة فاطر هذه: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥) ، وجاء في آية في سورة النحل نفسها تأتي بعد قليل.
ولقد آمن معظم الذين كفروا وكانوا موضوع إنذار الله ظهرت حكمة الله ومعجزة القرآن في إمهالهم وفي كون الله عز وجل إنما توخّى من إنذارهم وتقريعهم صلاحهم وهدايتهم.
. (١) يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل: تتقلب ظلاله أو تدور ظلاله من اليمين إلى الشمال وبالعكس.
(٢) داخرون: صاغرون.
(٣) من فوقهم: المتبادر أن المقصد من الجملة العلوّ المعنوي لأن الله سبحانه وتعالى منزّه عن الفوقية التي تتضمن تحديدا وجهة.
في الآيات تساؤل ينطوي على التنديد ثم على لفت النظر إلى مشاهد كون الله وخضوع خلقه له، فكل ما خلق الله مما يتقلب ظلاله من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين خاضع منقاد لله لا يخرج عن أمره وتسييره. وكل ما في السموات والأرض من حيّ ومن ملك خاضع منقاد له كذلك، يخافونه ويرهبونه ويسارعون إلى تنفيذ أوامره دون استكبار أو تردد.
والآيات استمرار في السياق نظما وموضوعا، والخطاب فيها موجه إلى الكفار الذين هم موضوع الكلام في السياق. وقد تضمنت التنديد بهم لشذوذهم