لهم من قوة ومال وبنين مثل آية سورة سبأ هذه وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٣٥) ومثل آيات سورة الهمزة هذه وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) فالله الذي لم يعجزه أولئك وهم أقوى منهم وأكثر أموالا وأولادا فأهلكم لا يعجزه هؤلاء من باب أولى. وثالثا أن القصص القرآنية المتكرر ورودها تحتوي في كل مرة تفاصيل وعبر ومواعظ جديدة حيث ينطوي في هذا صورة من صور التنويع في الأسلوب والنظم القرآني في المناسبات المختلفة بسبيل استكمال نواحي المقارنة والمماثلة وإحكام الحجة وتحقيق الهدف الجوهري من القصص وهو العظة والتذكير والتمثيل والإنذار والتسلية والتطمين والتثبيت.
. (١) الروح الأمين: جبريل عليه السلام على ما يجمع عليه المفسرون.
(٢) زبر الأولين: كتب الرسل الأولين المنزلة من الله.
(٣) آية: هنا بمعنى برهان أو علامة.
تعليق على آيات وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ وما بعدها إلى آخر آية أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ
جاءت هذه الآيات بمثابة التعقيب على سلسلة القصص وهي متصلة بالسياق من هذه الناحية. وقد احتوت توكيدا بأن القرآن الذي يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم والذي يحتوي هذه القصص وغيرها من مبادئ الدعوة والإنذار والتبشير هو تنزيل من الله تعالى أنزله على قلب نبيه بواسطة الروح الأمين لينذر به الناس، وأنه أنزله بلسان عربي