سورة فصلت هذه: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣) على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة. لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه وكون الله عزّ وجلّ ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة تُوعَدُونَ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
(٤) يوم الفصل: يوم القضاء بين الناس وهو كناية عن يوم القيامة.
الآيات متصلة بالآيات السابقة ومعقبة عليها. فالذي يوعد به الكافرون واقع وسيكون من أعلامه تبدّل نواميس الكون ومشاهده الكبرى. وسيعلن الرسل بميقاته حتى يأتوا لشهود حساب أممهم، وسيكون هذا الميقات هو يوم الفصل الذي يحاسب الناس ويفصل في أمرهم فيه، وهو يوم عظيم يكون الجزء الثاني من التفسير الحديث ١٤