لحديث صحيح رواه الشيخان والترمذي جاء فيه:«إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما ندب الناس يوم الأحزاب كان الزبير بن العوام رضي الله عنه أول الملبين مرة بعد مرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكلّ نبيّ حواريّ وحواريّ من أمتي الزبير»«١» .
ولقد أرجع بعض الباحثين الكلمة إلى (حوارا) الآرامية بمعنى الأبيض.
وقالوا إنها دخيلة على اللغة العربية. واللغة الآرامية واللغة العربية من أصل واحد فلا يمنع أن تكون الكلمة مشتركة في اللغتين ولا يكون محل للقول إنها دخيلة.
والحور في اللغة شدّة بياض العين ومنه الحور العين. وقال رشيد رضا إن بعض كتّاب النصارى زعموا أن الكلمة محرّفة عن كلمة (الحواري) اليونانية. وقد فنّد هذا الزعم لغويا وصرفا واستعمالا تفنيدا قويا.
(١١) نبتهل: من الابتهال وهو دعاء الله والالتماس منه.
(١٢) من دون الله: بدلا من الله أو غير الله.
تعليق على الآية إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) وما بعدها إلى آخر الآية [٦٤] ومشهد المناظرة بين النبي ووفد نجران
الآيات واضحة في عبارتها وتسلسلها. وقد احتوت ما خلاصته:
١- تنويها بفضل آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران ومكانتهم عند الله، وآل عمران هم الأسرة التي أنتجت مريم على ما تلهمه إحدى الآيات. وإشارة إلى ظروف ولادة مريم وطهارتها ومكانتها عند الله وعنايته بها، وظروف ولادة يحيى ومعجزة الله فيها على شيخوخة والده زكريا وعقم أمه، وظروف ولادة عيسى بدون أب ومعجزة الله فيها وما شمله من تكريم وعناية وأظهره على يده من معجزات وآيات، وموقف بني إسرائيل منه وكفرهم به ومكرهم له، وإيمان الحواريين به