للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الذي تشاءه حكمته. وقد شرحنا هذه النقطة في سياق سورة المدثر شرحا يغني عن التكرار.

هذا، وفيما تضمنته الآيات من التقريع على اتباع الأهواء وإنكار الحق والمراء فيه، وعدم الاعتبار بالأحداث الزاجرة والاقتناع بالحق الذي يؤيده الحكمة البالغة والحجة الدامغة، والاستمرار في الغي والغواية تلقينات مستمرة المدى سواء أكانت في تقبيح اتباع الهوى والمراء في الحق والحقيقة، أم في العناد والمكابرة وعدم الازدجار بالأنباء الزاجرة بقطع النظر عما يكون في ذلك من ضرر وخطأ وصدم للحقيقة والحق، وتعطيل للمصلحة وتنافر مع المنطق، أم في إيجاب الابتعاد عن ذلك واتباع الحق أم في التسليم بما تقوم عليه الحجة وتقصده الحكمة القرآنية.

[تعليق على موضوع اقتراب الساعة]

وخبر اقتراب الساعة المنطوي في الآية الأولى من السورة ليس الوحيد في القرآن فقد تكرر بأساليب متنوعة مثل آية سورة الأنبياء هذه: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ [١] وآية سورة النحل هذه: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ [١] . ولقد رويت في صدد ذلك أحاديث نبوية عديدة أيضا منها حديث رواه الشيخان والترمذي عن سهل عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «بعثت أنا والساعة هكذا ويشير بإصبعيه فيمدّهما. وفي رواية بعثت أنا والساعة كهاتين وضمّ السبّابة والوسطى» «١» .

وحديث رواه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال: «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلّا شفّ يسير فقال:

والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلّا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه. وما نرى من الشمس إلّا يسيرا» «٢» . وحديث رواه الإمام أحمد عن ابن عمر قال: «كنّا جلوسا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم والشمس على قعيقعان بعد العصر فقال ما


(١) التاج ج ٥ ص ٣٠١.
(٢) النصوص من تفسير ابن كثير. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>