بطرقه عن عبد الله بن جراد قال:«قلت يا رسول الله المؤمن يزني؟ قال: قد يكون ذلك. قلت: المؤمن يسرق؟ قال: قد يكون ذلك. قلت: المؤمن يكذب؟ قال:
لا. قال الله إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ والحديث لم يرد في كتب الأحاديث الصحيحة ولكن صحته محتملة، وهو رائع قوي متساوق مع التلقين المنطوي في الآية.
[مسألة النسخ في القرآن]
وما ورد في الآية [١٠١] من إشارة إلى تبديل آية مكان آية وما في آية سورة البقرة هذه: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها [١٠٦] صار موضوع بحوث في صدد النسخ والتبديل في القرآن «١» .
فهناك من لا يرى مانعا عقليا ولا نقليا من النسخ ويستند في الدرجة الأولى على ظاهر هذه الآيات. ومن هؤلاء من يأخذ ببعض الروايات فيقول إن بعض آيات نسخت تلاوة وبقيت حكما وهي آية رجم الزناة المحصنين التي اختلف في نصها حيث روي هكذا:«إذا زنى الشيخ والشيخة فاجلدوهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم» وهكذا: «إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة والله عزيز حكيم» . ومنهم من يقول: إن بعض الآيات نسخت حكما وبقيت تلاوة مع اختلاف بينهم في هذه الآيات حيث يزيد بعضهم فيها وينقص بعضهم ومن الأمثلة على ذلك الوصية للوالدين في آية سورة البقرة هذه: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (١٨٠)
(١) انظر تفسير هاتين الآيتين في الطبري والبغوي وابن كثير والخازن والطبرسي والزمخشري والقاسمي وانظر الجزء الأول من تفسير القاسمي ص ٣٢ وانظر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج ٢ ص ٢١- ٢٨ والنسخ بمعنى إبطال شيء وإقامة شيء آخر مقامه. أو بمعنى كل شيء خلف شيئا أو كل شيء نقل عن شيء. وفي (ننسها) قراءتان واحدة من النسيان أي نجعلها منسية وأخرى من الإنساء (ننسئها) بمعنى نؤخرها أو نتركها بدون بدل.