الفريق المخلص من المؤمنين قد امتلأت نفسه بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم وحقه من التكريم فكان يراعي نحوه ما يجب عليه من الأدب قبل نزول الآيات.
هذا، ومع تقرير كون واجب تكريم النبي صلى الله عليه وسلم والاحتشام في حضوره ومخاطبته لا يدانيه واجب وكون الآيات خاصة بشخصه الكريم فإن هذا لا يمنع من أن يقال والله أعلم إن التأديب الرفيع الذي احتوته الآيات يصح أن يكون أدبا عاما وطابعا من طوابع الأدب الإسلامي.
[كلمة عن حجرات رسول الله صلى الله عليه وسلم]
من المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم عقب حلوله في المدينة اشترى أرضا ومهدها وجعل لها سورا ذا أربعة أضلاع فيه أبواب وجعل القسم الأكبر منه مسجدا للصلاة والاجتماع بالمسلمين والقضاء بينهم وحلّ مشاكلهم وتعليمهم ووعظهم والتداول في شؤون الإسلام والدعوة واستقبال الوفود إلخ، وجعل له سقفا من سعف النخل مقاما على أعمدة من جذوع الشجر. وأنشأ في أحد أضلاعه حجرة لسكناه ثم أخذ ينشىء إلى جانبها حجرات أخرى كلما زاد عدد زوجاته. وقد توفي صلى الله عليه وسلم في إحداها الخاصة بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ودفن فيها.