للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده فإنّ شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزان يوم القيامة» «١» . وحديث رواه الشيخان والترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه: «الخيل ثلاثة، هي لرجل وزر، ولرجل ستر ولرجل أجر، فأمّا التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء على أهل الإسلام فهي عليه وزر.

وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله، فلم ينس حقّ الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام» «٢» .

ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن ما في الأحاديث من تنويه بالرمي والخيل هو مستمد من ظروف الحياة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وبيئته. والتلقين شامل في إيجاب الاستعداد الدائم والتدريب بكل الأسباب والوسائل حسب الظروف والتطورات المستمرة والمتجددة.

[سورة الأنفال (٨) : الآيات ٦٥ الى ٦٦]

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦)

. (١) علم أن فيكم ضعفا: هناك من قرأ ضعفا بصورة ضعفاء، وعلى كل فالمعنى غير متباعد.

وفي هذه الآيات:

١- أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بحثّ المؤمنين على قتال أعدائهم والثبات فيه. فهم إذا


(١) التاج، ج ٤ ص ٣١١ و ٣١٢.
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>