للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر إذا لم يكن له مأرب خاص مغاير لتقوى الله ورضائه. وأمرتهم بتقوى الله على كل حال، ونبهتهم إلى أنهم سيحشرون إليه في النهاية حتى يظلوا من ذلك على علم واستعداد.

تعليقات على الآية الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ ... والآيات الست التالية لها

الآيات تتمة لفصل مناسك الحج كما هو المتبادر. وفي كتب التفسير والحديث أحاديث وروايات وأقوال عديدة في صددها فيها توضيح وتركيز نوجزها ونعلق عليها كما يلي:

١- في صدد الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ روى البخاري عن ابن عمر أنه قال:

«أشهر الحجّ شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة» «١» . وروى الطبراني عن أبي أمامة قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الحجّ أشهر معلومات شوال وذو القعدة وذو الحجة» «٢» . ومن رواة هذا الحديث ابن مخارق وقد ضعفه الدارقطني. والمعلوم اليقيني أنه كان قبل الإسلام ثلاثة أشهر حرم متوالية هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وقد حرمت لتكون هدنة مقدسة يستطيع الناس في ظلها أن يذهبوا للحج ويعودوا منه بأمان على ما شرحناه في سياق تعليقاتنا على الآيات [١٩٠- ١٩٥] من هذه السورة. وقد أوردنا حديثا صحيحا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بحرمة هذه الأشهر الثلاثة المتوالية، والذي يتبادر لنا أن تكون الجملة قد قصدت هذه الأشهر والتنبيه فيها يتناسب مع مدى الهدنة المقدسة وهو منع سفك الدم والقتال. وفي آية في سورة المائدة ذكر عدد الأشهر الحرم ونبه على وجوب عدم ظلم المسلمين أنفسهم فيها مما فيه تدعيم لذلك. وحديث ابن عمر الذي يرويه البخاري لم يرفع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم


(١) التاج ج ٢ ص ١٠٤.
(٢) مجمع الزوائد ج ٣ ص ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>