وفي جملة وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ إيذان رباني بعدم انحصار خلق الله فيما يعلم السامعون أو فيما هو موجود في زمنهم أو بيئتهم من مختلف أنواع الخلق وبأن إرادة الله وخلقه متجددان غير متوقفين مباشرة أو بواسطة خلق موجود من خلقه مما ظهر مصداقه وما يزال يظهر في كل مكان ومختلف الصور والأشكال والأسباب.
ولقد أورد المفسر الطبرسي في سياق جملة وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قولا لأبي عبد الله أحد الأئمة الاثني عشر جاء فيه:«نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل النجوم أمانا لأهل السماء وجعل أهل بيتي أمانا لأهل الأرض» ولم يرد هذا في كتب الأحاديث الصحيحة. ومع الاحترام العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته فالهوى الشيعي بارز على هذا القول، وليس له مناسبة في هذا المقام كما هو ظاهر.
[تعليق على اختصاص آيات الأنعام بالأكل والدواب للركوب]
وبعض الفقهاء يستنبطون من اختصاص الأكل بالأنعام والركوب بالخيل والبغال والحمير تحريم أكل لحوم الخيل والبغال والحمير. وبعضهم لا يرى في ذلك دليلا، وهذا هو الأوجه لأن المتبادر أن الآيات بسبيل ذكر ما كان معروفا ممارسا وحسب. أما التحريم فلا يصح أن يكون إلّا بنصّ صريح في القرآن أو نصّ صريح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكل ما سكت عن بيانه القرآن وورد بشأنه سنّة صحيحة فتكون شريعة. وما لم يرد فيه سنّة فيكون على الإباحة إذا لم يكن من الخبائث التي لا شك فيها. وقد روى المفسرون أحاديث بإباحة لحوم الخيل وتحريم لحوم البغال والحمير.
من ذلك حديث رواه البغوي بطرقه عن جابر قال:«نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص في لحوم الخيل» وروى عن جابر: «أنهم كانوا يأكلون