للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من؟ قال: أمّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك «١» . وأخرج الترمذي وأبو داود حديثا عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله من أبرّ؟ قال:

أمّك، ثم أمّك ثم أمّك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب «٢» . وأخرج الطبراني حديثا عن طلحة بن معاوية السلمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمّك حيّة؟ قلت: نعم، قال: الزم رجلها فثمّ الجنة «٣» .

وأخرج الطبراني أيضا حديثا عن أبي أمامة جاء فيه إن أول ما تفوّه به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أن وصّى بالأمهات «٤» ، حيث يبدو التساوق بين تنويه كتاب الله عز وجل ووصايا رسوله صلى الله عليه وسلم.

[سورة لقمان (٣١) : الآيات ٢٠ الى ٢١]

أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٢٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١)

. (١) أسبغ: أتمّ أو أوفى.

وجّه الكلام في الآية الأولى إلى السامعين المخاطبين على سبيل الالتفات فنبهوا إلى ما سخّره الله لهم من وسائل وقوى في السموات والأرض، وما أسبغه عليهم من نعمه الظاهرة والباطنة مما يقع تحت مشاهدتهم الحسية، ويرون آثاره في أنفسهم وما يحيط بهم ومما يكفل لهم السلام والقوة والرخاء. ثم أشير إشارة تنديدية إلى الذين يجادلون رغم ذلك في الله ووحدته وعظمته وحقه وحده بالخضوع والإخلاص جدالا لا يستند إلى علم وهدى ولا كتاب. واستمرت الآية


(١) التاج ج ٥ ص ٤.
(٢) الجزء نفسه ص ٥.
(٣) مجمع الزوائد ج ٨ ص ١٣٨. [.....]
(٤) الجزء نفسه ص ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>