أعمالهم السيئة وأصابهم سوء عاقبة الاستهزاء الذي كانوا يقابلون به أنبياءهم.
وهم في ذلك إنما كانوا الجناة على أنفسهم الظالمين لها ولم يظلمهم الله وإنما عاقبهم عقابا عادلا استحقوه بأفعالهم.
والآيتان استمرار في السياق كما هو المتبادر، وفيها عود إلى إنذار الكفار موضوع الكلام قبل الآيات السابقة مباشرة التي جاءت كما قلنا للمقابلة بين أقوال الكفار ومواقفهم وأقوال المؤمنين ومواقفهم وما يترتب على ذلك. وقد تضمنتا دعوة لهم إلى الاعتبار بمن قبلهم ممن وقفوا موقفهم كما تضمنتا صورة من هذا الموقف حيث كانوا يقابلون دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالاستهزاء ويتحدونه بتعجيل العذاب والإتيان بالملائكة تحدي الساخر الجاحد، وقد تكررت حكاية ذلك عنهم مما مرّت منه أمثلة عديدة في السور السابقة.
الآيات متصلة بالسياق نظما وموضوعا كما هو المتبادر، وعبارتها واضحة. وما حكته الآية الأولى من أقوال الكفار قد حكته عنهم بعض آيات سورتي الأنعام والزخرف، مما يدل على أنهم كانوا يكررون ذلك في معرض