وثانيهما ابن جرير. وجاء في أولهما: «مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة. اذكروا النار فنزلت نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (٥٠) الحجر: [٤٩- ٥٠] وفي ثانيهما:
«طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أناس من أصحابه فقال: ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقرى قال إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله يقول لم تقنط عبادي، نبىء عبادي أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم» .
والأحاديث ليست وثيقة وهي من المراسيل كما وصفها ابن كثير. ومقتضاها أن تكون الآيتان نزلتا لحدتهما مع أنهما منسجمتان مع ما قبلهما ومع ما بعدهما.
ومن المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تلاهما في موقف مماثل للموقف المروي فالتبس الأمر على الرواة إذا صح الحديث، والله أعلم.
هذه الآيات حلقة من سلسلة قصصية، ومعانيها واضحة. وفيها إشارة إلى قصة تبشير إبراهيم عليه السلام بغلام بعد أن شاخ ويئس من الإنجاب وقد جاء ذلك في سورة هود أيضا وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار.
وفي الآيات شيء جديد وهو حكاية المحاورة بين إبراهيم عليه السلام وضيفه في صدد البشرى بالغلام، في حين أن سورة هود حكت المحاورة في صدد