٢- ونعي عليهم بأنهم لا يضلّون في الحقيقة إلّا أنفسهم دون أن يدروا.
٣- وخطاب موجّه إليهم على سبيل التنديد والتقريع بأسلوب السؤال الاستنكاري عن كفرهم بآيات الله مع أنهم يشهدون في سرائرهم بصحتها ويرون أمارات صدقها وعن إلباسهم الحق بالباطل وكتمهم الحق عن عمد وعلم بما في عملهم من بغي وانحراف.
٤- وحكاية لما كانت تتواصى به هذه الطائفة بسبيل تضليل المؤمنين وتشكيكهم حيث كانت تتواصى بإظهار الإيمان والتصديق بالنبي والقرآن في الصباح ثم إظهار الشك والجحود في السماء لتؤثر بذلك على المسلمين وتجعلهم يرتدّون عن دينهم ويرجعون عنه. وحيث كانت تتواصى بأن لا يؤمن بعضهم إلّا لبعض لئلا يعرف غيرهم ما عندهم فحاجّوهم به عند ربّهم.
٥- وأمر للنبي بأن يعلن- إزاء ما يبيته هؤلاء من المؤامرات والحقد وأساليب الكيد- أن الهدى هو هدى الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وهو واسع الفضل عليم بمستحقيه وأنه ذو فضل عظيم يختص به من يشاء. وذلك ردا على تواصيهم وأمانيهم ودسائسهم وتثبيتا لنفوس المسلمين.
تعليق على الآية وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ... إلخ والآيات التابعة لها إلى [٧٤]
ولقد تعددت روايات المفسرين في مناسبة هذه الآيات: من ذلك أن الآية الأولى بسبب محاولة بعض اليهود إغراء معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر بترك الإسلام والتهود «١» . وقال بعضهم إن الآيات الثلاث الأولى في حق جماعة من اليهود والنصارى لأنهم يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق مع أنهم