وإنذاره وإنقاذ بني إسرائيل وما كان من تخوف موسى من المهمة ومراجعته لله في ذلك. وما كان من تثبيت الله له وإجابته إلى ما سأله. والإشارة في سياق ذلك إلى سابق رعايته له. والخطة التي يجب أن يسير عليها هو وأخوه في مخاطبة فرعون.
ومحتويات الآيات لم ترد كذلك في سلسلة سورة الأعراف. وهذه المحتويات مع بيان ما كان من رعاية الله لموسى عليه السلام واردة في الإصحاحات (٢ و ٣ و ٤) من سفر الخروج. وبين ما ورد في القرآن وفي هذه الإصحاحات تطابق إجمالا باستثناء طلب موسى من الله أن يجعل أخاه هرون معه حيث جاء هذا بعبارة أخرى. ونعتقد أن ما جاء في القرآن هو الذي كان متداولا عند الله وواردا في بعض قراطيسهم.
ولقد أورد المفسرون في سياق هذه الآيات بيانات معزوة إلى رواة الأخبار.
منها ما هو متطابق مع ما ورد في سفر الخروج ومنسجم مع دلالة الآيات. ومنها ما ليس كذلك، بل وفي بعضها تزيد وإغراب لا سند لهما. ولم نر طائلا في نقل ذلك أو تلخيصه. لأن القصص القرآنية عامة ومنها هذه السلسلة لم ترد للإخبار وإنما وردت للعظة والتمثيل بالقدر الذي اقتضته حكمة التنزيل لتحقيق هذا الهدف. وهو ما يجب الوقوف عنده فيما نرى.
[تعليق على أمر الله تعالى لموسى بملاينة الكلام مع فرعون وما في ذلك من تلقين]
ولقد احتوت الآيات [٤٣- ٤٦] التي تضمنت الخطة الربانية المرسومة لموسى وهرون عليهما السلام في مخاطبة فرعون تلقينات جليلة في صدد الدعوة وأسلوبها وما يجب على الدعاة من اصطناع الرفق واللين والأساليب الحسنى التي يمكن الوصول بها إلى الغاية والنجاح، وفيها درس بالغ للذين يستعملون الخشونة والقسوة بل والبذاءة أحيانا من المتصدرين للزعامة والمتصدين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يقرر الله تعالى أن فرعون طغى ومع ذلك يأمر رسوليه