أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والذين سجل الله رضاءهم عنه في الآية [١٠٠] من سورة التوبة التي كانت من أواخر ما نزل من القرآن. وحاشاهم أن يكونوا كذلك، ولا نستثني الروايات من الجمهور الأعظم من أصحاب رسول الله السابقين الأولين إلا بضعة أشخاص مع أن من الأمور اليقينية التي لا يكابر فيها الشيعة أن عليا والذين استثنوهم (رضي الله عنهم) بايعوا الخلفاء الراشدين الثلاثة الأولين وتعاونوا معهم.
ولو كان النبي صلّى الله عليه وسلّم وصى بالولاية والخلافة بعده لعلي لكان هذا منهم مخالفة لوصيته وكفرا لأن الله أمر المؤمنين بطاعة رسوله وأخذ ما آتاهم والانتهاء عما نهاهم عنه وحاشاهم أن يفعلوا.
تعليق على ما جاء في بعض كتب التفسير في سياق جملة أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ من تقرير كون النساء سفهاء
إن كلمة السفهاء جاءت قبل هذه الآية في الآية [١٥٥] من سورة الأعراف وصفا من موسى عليه السلام لبعض قومه لأنهم طلبوا منه مطالب تعجيزية منها رؤية الله تعالى جهرة على ما فسره المفسرون وتؤيده آيات أخرى، هذا أولا. وثانيا إن المفسرين متفقون على أن معنى الكلمة هم ناقصو العقل والرشد والتمييز مطلقا. وثالثا إنهم رووا عن أهل التأويل أن المنافقين قصدوا بالكلمة المحكية عنهم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبخاصة الأرقاء والضعفاء.
ومع ذلك فإن بعض المفسرين قالوا إن الكلمة هنا تعني النساء والصبيان وأوردوا في مناسبة ذلك قولا معزوا إلى ابن عباس وابن مسعود في صدد آية سورة النساء هذه: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً أن الله عز وجل (سمى النساء والصبيان سفهاء) للتدليل على كونها هنا أيضا عنت النساء لأن بعضهن آمن بالله ورسوله.
وواضح بادىء الأمر أن ذكر النساء في سياق الآية مقحم، ثم إن قول ابن