الملائكة ما كان له جناحان ومنهم ما كان له ثلاثة ومنهم ما كان له أربعة.
(٣) ممسك: مانع.
(٤) مرسل: معط.
بدأت السورة بتقرير استحقاق الله تعالى للحمد والثناء وأعقبها في بقية الآيتين تعداد بعض مظاهر عظمته وبراهينها في خلق الملائكة وإرسالهم رسلا لعباده ومن قدرته التامة على منح من يريد من رحمته ومنع من يريد دون أن يستطيع أحد منع ما منح ومنح ما منع، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر.
ومطلع السورة يشبه بعض الشيء مطلع السورة السابقة مما قد يكون فيه قرينة على ترتيب نزولها بعد سابقتها. والمتبادر من الفصول التالية أن الآيتين مقدمة لما بعدهما، كما كان شأن مطلع سورة الفرقان. والمقدمة هنا قوية نافذة كتلك.
وأسلوب الآية الأولى يلهم أن ذكر الملائكة ورسالاتهم وأجنحتهم لم يكن مقصودا لذاته وإنما أريد به الإشارة إلى مظهر من مظاهر قدرة الله وعظمته في الدرجة الأولى.
على أن ذكر ذلك يدل على أن الملائكة وأجنحتهم ورسالاتهم بين الله تعالى وعباده كانوا في أذهان الناس من أهم مظاهر قدرة الله وعظمته، ومن مواضيع تساؤلهم وذهولهم فاحتوت الآية هذا التقرير عنهم بالأسلوب الذي جاء به ليكون في نفس الوقت وسيلة من وسائل التنويه والتذكير بعظمة الله وقدرته.
وأجنحة الملائكة ورسالاتهم إلى أنبياء الله مما ورد في أسفار العهد القديم والجديد المتداولة إلى اليوم بحيث يمكن أن يقال إن هذا الأمر لم يكن غريبا على أذهان العرب السامعين بالإضافة إلى ما كان من عقيدتهم بوجودهم وصلتهم بالله تعالى وحظوتهم لديه وقيامهم بخدمات متنوعة له. على ما شرحناه في سورة المدثر وسور أخرى سابقة حيث يكون في الآيات تنويه بأمر يسلّمون به.
ونكرر هنا ما قلناه سابقا من أن الملائكة وماهيتهم ومهماتهم وكيفية اتصالهم بالله وبالرسل من الحقائق الإيمانية المغيبة التي يجب الإيمان بها مع الوقوف منها