وضرب المثل والتسلية. لأن ضمير الآية الأولى في اللازمة راجع إلى الكفار بالدعوة المحمدية.
ولقد احتوت الآيات حكاية تهديد فرعون لموسى عليه السلام بالسجن ونعته إياه بالجنون. وفي هذا شيء من المماثلة بين موقف فرعون وأقواله وبين موقف كفار العرب وأقوالهم للنبي صلى الله عليه وسلم حيث انطوى في ذلك التسلية والتطمين أيضا. فقد نصر الله موسى عليه السلام على فرعون مع قوته وجبروته مع تهديده ومنعته، وأغرقه مع قومه وهو القادر على أن يفعل ذلك مع كفار العرب.
ولقد أورد المفسرون على هامش هذه الحلقة بيانات كثيرة معزوة إلى علماء التابعين. منها ما هو تكرار لما أورده في سياق سورتي الأعراف وطه. ومنها ما هو متطابق مع ما جاء في أسفار العهد القديم الأربعة التي تؤرخ رسالة موسى وعهده والمتداولة اليوم. ومنها غير المتطابق ولم نر ضرورة لمجاراتهم لأننا أوردنا في السور السابقة ما رأينا فيه الكفاية والفائدة من ذلك. ولقد جاء ما أوردوه في نطاق ما احتوته الآيات حيث ينطوي في هذا تدعيم لما قلناه من أن ما جاء في القرآن من جزئيات الحلقة كان المتداول في بيئة النبي صلى الله عليه وسلم. وليس لهذا مصدر إلا اليهود وما كان في أيديهم من قراطيس.
ومن الجديد في الحلقة تهديد فرعون لموسى عليه السلام بالسجن ونعته إياه بالجنون. والمتبادر أن ذلك مما كان متداولا وقد استهدف ذكره ما نبهنا عليه أيضا من تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وتطمينه. ومن الجديد كذلك ما جاء في الآيات [٥٧- ٥٩] حيث قد تفيد أن الله تعالى أورث بني إسرائيل كنوز فرعون وقومه وجناتهم ويجوز أن يكون هذا من مدى تعبير آية الأعراف التي ذكرت أن الله أورث بني إسرائيل مشارق الأرض التي بارك فيها ومغاربها. وقد كانت في نطاق سلطان فراعنة مصر قبل أن يخرج بنو إسرائيل من مصر. ولقد علقنا على هذا الإرث في سياق آية سورة الأعراف فلا حاجة إلى الإعادة.
ولقد روى الحسن العسكري المفسر الشيعي في تفسيره للآيات [٤٩- ٥٠]