القصص [٥٢ و ٥٣] وآيات سورة الإسراء [١٠٧- ١٠٩] التي سبق تفسيرها من مشاهد قوية صريحة.
وفي سور مكية أخرى تسجيل لذلك منها الآية [١٠] من سورة الأحقاف والآية [٤٧] من سورة العنكبوت والآية [٣٦] من سورة الرعد.
وفي سور مدنية تسجيلات أخرى من ذلك في آيات البقرة [١٢١، ١٤٦] وآل عمران [١١٢- ١١٤ و ١٩٩] والنساء [٥٥] والمائدة [٨٢ و ٨٣] التي أوردناها في سياق تفسير آية الأعراف المذكورة.
وفي هذه السورة آية تذكر أن الذين أوتوا الكتاب يعرفون أن القرآن منزّل من الله بالحق.
وإذا كان القرآن المدني قد سجل حقا مواقف مناوئة للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته من طوائف من أهل الكتاب وأحبارهم ورهبانهم مما تضمنته سلسلة آيات البقرة [٤٠] وما بعدها إلى الآية [١٧٥] وآيات آل عمران [١٩- ٢٥ و ٦٤- ١٢٠] والنساء [٤٣- ٥٦ و ١٥٠] والمائدة [٤٥- ٨٦] والتوبة [٢٩- ٣٥] والجمعة [٥- ٨] ففي سياق التسجيل تقريرات بأن موقفهم هذا آت من الغيظ والحسد والرغبة في كنز الذهب والفضة وأكل الأموال بالباطل مع علمهم في قرارة أنفسهم بصحة نبوة النبي والوحي القرآني كما يظهر لمن يقرأ هذه الآيات.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس في القرآن المكي ذكر لمواقف مناوئة من أهل الكتاب حيث يدل هذا على أنهم استجابوا للدعوة التي عرفوا أنها الحق وانضووا إليها، حيث ينطوي في هذا شهادة عيانية خالدة من أهل الكتاب بصدق وحي الله بالقرآن وبصدق الرسالة المحمدية وإيمانهم بهما حينما يرتفع قوله عن كل منفعة مادية وحقد وحسد وأنانية ومكابرة ويرغبون في الحق والهدى كما كان شأن الجماعة التي كانت في مكة التي كانت متنوعة الجنسيات وفيهم أولو العلم والاطلاع. وحجة خالدة على مدى الدهر على كل من يقف موقف الجاحد المعطل من القرآن والرسالة المحمدية.