والذي نرجحه أنها تعني نبعا من النفط أو عينا من النفط. حيث يكون أسود كثيفا، وأن هذا كان يسمى القطر، ومنه القطران أو الزفت. وقد ذكر القطر في آية في سورة الكهف بما يلهم أنه الزفت الذي يزفت به البناء وهي: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) وقد ذكر القطران في آية في سورة إبراهيم وهي: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠) وكان العرب يعرفون القطر والقطران ويستعملونها بدليل وجود اللفظين في لغتهم من قبل البعثة.
(٦) يزغ: يحيد ويتهرب.
(٧) محاريب: قيل إنها جمع محراب مكان العبادة، وقيل إنها القصور والمساكن عامة.
(٨) تماثيل: الهياكل المخلقة.
(٩) جفان: جمع جفنة وهي طبق الطعام الكبير.
(١٠) الجواب: جمع جابية وهي الحوض. وشبهت الجفان بالجواب للدلالة على عظمها.
(١١) قدور: جمع قدر. وهي آنية الطبخ.
(١٢) راسيات: ثابتات.
(١٣) دابة الأرض: اسم الدودة المعروفة بالسوس والتي تنخر الخشب وهي الأرضة.
(١٤) منسأته: عصاه.
(١٥) خرّ: وقع.
احتوت الآيات إشارة إلى ما كان من أفضال الله على داود وسليمان عليهما السلام حيث آتى الأول فضلا فأمر الجبال والطير بترجيع تسابيحه وترانيمه. وألان في يده الحديد وألهمه عمل الدروع السابغة أو أمره بإتقان صنعها، وبفعل الأعمال الصالحة، ونبهه إلى أنه بصير بما يعمله رقيب عليه فيه وحيث سخر للثاني الريح فكانت تقطع مسيرة شهر في الغدو ومسيرة شهر في الرواح. وأسال له عين القطر