«ذكر ترتيب السور: وقد وقع فيه خلاف كبير بين العلماء، هل هو بالنص أو بالاجتهاد؟ فمنهم من قال: إن ترتيب السور كان بتوقيف من جبريل عليه السلام، ومنهم من قال: إن زيد بن ثابت هو الذي رتب السور بمشاركة من عثمان ومن معه.
قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: ترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء من الحنابلة والمالكية والشافعية، فيجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة، ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة في كتابتها، لكن لما اتفقوا على المصحف زمن عثمان صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب اتباعها» اه.
وواضح كل الوضوح أن محل اتباع هذه السنة التي يجب اتباعها إنما هو في كتابة المصحف الذي يكون للتلاوة والقراءة، لا في كتابة تفسير وشرح لمعاني الآيات والسور الكريمة، فإن ذلك غير داخل في موضوع اختلاف العلماء أو اتفاقهم إطلاقا، بل هم فيما أرى متفقون على سواغيته وجوازه، والله تعالى أعلم.
هذا ما حضرني الآن كتابته في هذا الصدد كتبته لكم راجيا المولى أن يسددنا إلى الحق والصواب، ويهدينا سواء السبيل. وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.