للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيّتهنّ ما أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم. ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم ثم ادعهم إلى التحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحوّلوا فأخبرهم أنّهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين. ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلّا أن يجاهدوا مع المسلمين.

فإن أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم» «١» . وحديث رواه أبو داود عن أنس قال: «إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلّوا وضمّوا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحبّ المحسنين» «٢» .

وحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن ابن عمر قال: «وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي النبي صلّى الله عليه وسلّم فنهى عن قتل النساء والصبيان. وسئل النبيّ عن أهل الدار يبيّتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريّهم قال هم منهم» «٣» . وحديث رواه الترمذي والنسائي عن عطية القرظي قال: «عرضنا على النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم قريظة فكان من أنبت قتل ومن لم ينبت خلّي سبيله فكنت ممّن لم ينبت فخلّي سبيلي» «٤» .

وفي الحديث الأول بخاصة نقض لما قاله بعض المفسرين في سياق جملة لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ في الآية [٢٥٦] من سورة البقرة وذكرناه قبل من أن هذه


(١) التاج ج ٤ ص ٣٢٧- ٣٢٩.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه، ص ٣٣٣ والمتبادر أن جملة (هم منهم) بسبيل عذر من يقتل بعض النساء والأولاد في التبييت العام الذي لا يمكن التمييز فيه بين الكبار والصغار والرجال والنساء ويظل الأصل وهي النهي عن قتل النساء والصبيان محكما. ويوم قريظة هو يوم قتل النبي صلّى الله عليه وسلّم يهود بني قريظة عقب وقعة الخندق مما سوف نشرحه في سياق سورة الأحزاب.
(٤) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>