سليمان أنه ما من شيء قضى الله القرآن وما قبله وما بعده إلّا وهو في اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل لا يؤذن له بالنظر فيه وروي عن الحسن البصري أن معنى الجملة إن هذا القرآن عند الله في لوح محفوظ ينزل ما يشاء على من يشاء من خلقه وأورد حديثا أخرجه الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«إن الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور وكتابه نور، لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة، يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء» . وفي سياق جملة (أم الكتاب) قال البغوي إن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي لا يبدل ولا يغير. وروي عن ابن عباس أنهما كتابان كتاب يمحو منه ما يشاء ويثبت وأم الكتاب الذي لا يغير منه.
وروي كذلك عن ابن عباس قوله «إن الله تعالى لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت. لله في كل يوم فيه ثلاثمائة وستون لحظة يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. وروي كذلك أن ابن عباس سأل كعبا عن أم الكتاب فقال علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون. وفي تفسير ابن كثير في سياق تفسير الآية [٧] من سورة هود حديث رواه الإمام أحمد عن عمران بن الحصين أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال جوابا على سؤال: «كان الله قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء» .
ويلحظ أن الحديث الذي أورده ابن كثير عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من إخراج الطبراني أورده البغوي بصيغة مباينة وعزوا إلى ابن عباس فقط والبغوي من أئمة الحديث حيث يفيد هذا أنه لم يثبت عنده صدور ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وهذا فضلا عن أن مسند الطبراني لا يعد من كتب الأحاديث الصحيحة. وليس هناك فيما اطلعنا عليه حديث صحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في ماهية اللوح. والحديث الذي أوردناه في سياق كلمة القلم في سورة العلق والذي رواه الترمذي وأبو داود عن عبادة بن الصامت لم يذكر اللوح وإنما ذكر القلم وذكر أن الله أمره أن يكتب ما هو كائن.
ومهما يكن من أمر فإننا نقول إن القرآن لم يحتو أي بيان عن ماهية اللوح ومدى الجملة. وأنه ليس هناك أثر نبوي صحيح في ذلك وهما المصدران اللذان الجز الثاني من التفسير الحديث ١١