للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعطيته معافريّك وأخذت معافريّه وأعطيته بردتك فكان عليك حلّة وعليه حلّة «١» .

فمسح رأسي وقال: اللهمّ بارك فيه يا ابن أخي بصر عيناي هاتان وسمع أذناي هاتان ووعاه قلبي هذا وأشار إلى مناط قلبه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وكان أن أعطيته من متاع الدنيا أهون عليّ من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة» «٢» . وحديث رواه الترمذي عن أبي مسعود قال:

«كنت أضرب غلاما لي فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود مرّتين لله أقدر عليك منك عليه. فالتفتّ فإذا هو النبي صلّى الله عليه وسلّم فقلت يا رسول الله هو حرّ لوجه الله.

قال: أما لو لم تفعل للفعتك النار أو لمستك النار» «٣» . وحديث رواه الترمذي أيضا عن ابن عمر قال: «جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال يا رسول الله كم تعفو عن الخادم؟

فصمت، فأعاد الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: في كلّ يوم سبعين مرّة» «٤» . وحديث رواه الترمذي كذلك عن أبي ذرّ قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تكتسون ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذّبوا خلق الله» «٥» . وحديث رواه مسلم وأبو داود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من لطم مملوكه أو ضربه فكفّارته أن يعتقه» «٦» . حيث يتساوق التلقين النبوي مع التلقين القرآني في هذا الأمر أيضا. وهناك أحاديث كثيرة أخرى في الموضوعين غير واردة في الكتب الخمسة فاكتفينا بما أوردناه نقلا عن هذه الكتب.


(١) المعافري ثوب أو رداء يصنع في مكان في اليمن اسمه معافر أو اسم صانعيه قبيلة معافر وكانت صنعته مشهورة بالجودة. ويظهر من العبارة أن كلا من السيد والغلام كانا يلبسان رداء ومعافريا غير متشاكلين فاقترح على السيد أن يتشاكل اللباس.
(٢) التاج ج ٥ ص ١٠- ١٢.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) ج ٢ ص ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>