للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (١) (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ (٢) وَغَسَّاقٌ (٣) (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٤) (٥٨) [٥٥- ٥٨] .

(١) المهاد: ما يفرش تحت الإنسان.

(٢) حميم: الماء الشديد الحرارة.

(٣) غساق: الصديد النتن، وقيل إنه الشديد الظلمة، وقيل الشديد البرودة.

وقد روى الطبري بطرقه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لو أنّ دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا» حيث يؤيد هذا المعنى الأول للكلمة.

(٤) أزواج: أصناف، والآية وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ بمعنى أنواع أخرى من مثل أشكال هذا العذاب.

والآيات استطرادية إلى ذكر مآل الطاغين بالمقابلة لمآل المتقين على ما جرى عليه النظم القرآني. وهي بذلك متصلة بالسياق على ما هو المتبادر.

والوصف فيها قوي رهيب. وقد استهدفت فيما استهدفته إثارة الرعب في قلوب الطغاة الجاحدين ليرعووا والرغبة في قلوب الصالحين المتقين. وهي على هذا مستمرة التلقين كما هو الظاهر. والوصف مستمد من مشاهد الحياة للتقريب والتمثيل والتأثير على ما ذكرناه من المناسبات المماثلة السابقة.

هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ (١) مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٢) (٦٢) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا (٣) أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٤) (٦٣) إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤) [٥٩- ٦٤] .

(١) الاقتحام: الاجتياز بقوة، أو الدخول بشدة وقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>