بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاًّ وَعَدَ الله الحُسنى وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً، درجات منه) [النساء: ٩٥-٩٦] . قال ابن عباس وغيره: القاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجةً هم القاعدون من أهل الأعذار، والقاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجاتٍ هم القاعدون من غير أهل الأعذار. وانظر تمام كلامه فيه؛ فإنه غايةٌ في النَّفاسة. قلنا: وإيراد الحافظ ابن رجب هذا الحديث وسكوته عنه وشرحه له دليل على صحته عنده، وكذلك الحافظ ابن حجر أورده في شرحه العظيم: "فتح الباري" ١/١٦٧ في كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، في شرح حديث عبد الله بن مسعود، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسُلِّط على هَلَكتِه في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها"، ونقل عن الترمذي قوله في حديث أبي كبشة هذا: حديث حسن صحيح، ولم يتعقبه بشيء، فدل على أنه صحيح عنده أيضاً. (١) القائل سمعته منه: هو سليمان بن مهران الأعمش، وسمعه من سالم. (٢) إسناده كسابقه رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي كبشة=