للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَاتِرًا (١)، وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا السَّيْفَ؟ "، فبسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا، أَنَا.

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ فَأَحْجَمَ (٢) القَوْمُ" (٣).

وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ في السِّيرَةِ، قَالَ أَبُو دُجَانَةَ (٤) وَاسْمُهُ -رضي اللَّه عنه- سِمَاكُ (٥) بنُ خَرَشَةَ لِلرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: وَمَا حَقُّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَنْ تَضْرِبَ بِهِ العَدُوَّ حَتَّى يَنْحَنِي" (٦).

وَفِي رِوَايَةِ البَيْهَقِيِّ في الدَّلَائِلِ قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَلَّا تَقْتُلَ بِهِ مُسْلِمًا وَلَا تَفِرَّ بِهِ عَنْ كَافِرٍ" (٧).

فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ -رضي اللَّه عنه-: أنا آخُذُهُ بِحَقِّهِ.

قَالَ أَنَسٌ: فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ (٨) المُشْرِكِينَ (٩).


(١) البَاتِرُ: القاطِعُ. انظر لسان العرب (١/ ٣٠٩).
(٢) أحجَمَ القَوْمُ: أي نكصُوا وتأخَّرُوا وتهيبوا أخذه. انظر النهاية (١/ ٣٣٤).
(٣) أخرج ذلك الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل أبي دجانة -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٢٤٧٠).
(٤) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (١١/ ١٥٨): دُجَانةَ بضم الدال وتخفيف الجيم.
(٥) سِمَاك: بكسر السين وفتح الميم.
(٦) انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٧٤).
(٧) أخرج ذلك البيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٢٣٣ - ٢٣٤).
(٨) قال الإِمام النووي في شرح مسلم (١٦/ ٢٠): قوله -رضي اللَّه عنه-: ففَلق به هامَ المشركين: أي شَقّ رؤوسهم.
(٩) أخرج ذلك الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل أبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>