للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَمْزَةَ قتَلَ عَمِّي طُعَيْمَةَ بنَ عَدِيٍّ بِبَدْرٍ، فَإِنْ قتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ وَحْشِيٌّ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى القِتَالِ، وَكُنْتُ رَجُلًا حبَشِيًّا أَقْذِفُ بِالحَرْبَةِ قَذْفَ الحَبَشَةِ، قَلَّمَا أُخْطِئُ بِهَا شَيْئًا، فَخَرَجْتُ يَوْمَئِذٍ مَا أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ أَحَدًا، وَلَا أُقَاتِلَهُ إِلَّا حَمْزَةُ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ خَرَجْتُ أَنْظُرُ حَمْزَةَ وَأَتَبَصَّرُهُ، حَتَّى رَأَيْتُهُ في عُرْضِ النَّاسِ مِثْلَ الجَمَلِ الأَوْرَقِ (١)، يَهُدُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَدًّا، مَا يَرْفَعُ لَهُ أَحَدٌ إِلَّا قَمَعَهُ (٢) بِالسَّيْفِ، فَهِبْتُهُ، وَجَعَلْتُ ألوذُ (٣) مِنْهُ، فَلُذْتُ بِصَخْرَةٍ، وَمَعِي حَرْبَتِي، حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ هَزَزْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ أَرْسَلْتُهَا فَوَقَعَتْ في ثُنَّتِهِ (٤) حَتَّى خَرجَتْ مِنْ بينِ وِرْكَيْهِ (٥).

وَفِي رِوَايَةِ ابنِ إسْحَاقَ في السِّيرَةِ، قَالَ وَحْشِيٌّ: . . . حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ، وَذَهَبَ لِيَنُوءَ (٦) نَحْوِي، فَغُلِبَ (٧)، وتُرِكْتُ وَإيَّاهَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى العَسْكَرِ، فَقَعَدْتُ فِيهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِغَيْرِهِ


(١) الأورَقُ: الأسْمَرُ. انظر النهاية (٥/ ١٥٣).
(٢) قَمَعَهُ: قهرَهُ وذلَّلَه فذل. انظر لسان العرب (١١/ ٣٠٤).
(٣) لاذَ: لجأَ إليه. انظر لسان العرب (١٢/ ٣٥٦).
(٤) الثُنَّة: ما بين السرَّة والعانَةِ من أسفل البطن. انظر النهاية (١/ ٢١٨).
(٥) الوَرْكُ: ما فوقَ الفَخِذِ. انظر النهاية (٥/ ١٥٣).
والخبر أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب قتل حمزة بن عبد المطلب -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٠٧٢) - والطيالسي في مسنده - رقم الحديث (١٤١٠).
(٦) يَنُوء نَوْءًا: أي نَهَضَ وطلع. انظر النهاية (٥/ ١٠٧).
(٧) في رواية الطيالسي في مسنده قال: فذهب ليَقُومُ فلم يستَطِعْ، فقتلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>