للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (١).

وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَدَلِيلُهُ فِي السَّيْرِ ثَابِتُ بنُ الضَّحَّاكِ الخَزْرَجِيُّ، حَتَّى عَسْكَرَ بِحَمْرَاءَ الأَسَدِ، وَأَقَامَ المُسْلِمُونَ بِذَلِكَ المَكَانِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَكَانُوا يُوقِدُونَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي النِّيرَانَ حَتَّى كَانَتْ تُرَى مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ.

وَلَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِحَمْرَاءَ الأَسَدِ مَعْبَدَ بنَ أَبِي مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ مُسْلِمُهُمْ وَمُشْرِكُهُمْ هَوَاهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَكَانُوا لَا يُخْفُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- شَيْئًا كَانَ بِهَا، وَمَعْبَدٌ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَزّ (٢) عَلَيْنَا مَا أَصَابَكَ فِي أَصْحَابِكَ، وَلَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ عَافَاكَ فِيهِمْ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى لَقِيَ أبَا سُفْيَانَ بنَ حَرْبٍ وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءَ، وَقَدْ أَجْمَعُوا الرَّجْعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا قَالَ: مَا وَرَاءَكَ يَا مَعْبَدُ؟


= جدًا، فإن المشهُورُ عند أصحابِ المغَازِي، أن الذين خَرَجوا مع رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى حمرَاء الأسد كل من شَهِدَ أُحدًا، وكانوا سَبعمائة -كما تقدم- قُتِل منهم سبعون وبقي الباقون.
وقال الشَّامِيُّ في سبُل الهدى والرشاد (٤/ ٣١٤): ولا تخالف بينَ قولِ عائِشَةَ وما ذكره أصحاب المغازي؛ لأنه يمكن أن يكون السبعونَ سبقُوا غيرهم، ثم تلاحقَ الباقونَ، ولم يُنبّه على ذلك الحافظ في الفتح.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب الذين استجابوا للَّه والرسول - رقم الحديث (٤٠٧٧) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الفضائل - باب من فضائل طلحة والزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - رقم الحديث (٢٤١٨).
(٢) عَزَّ: أي عَظُمَ واشتَدَّ. انظر لسان العرب (٩/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>