للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَلَمَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَأْتِيهَا، فَإِذَا جَاءَ أَخَذَتْ زَيْنَبُ، فَوَضَعَتْهَا في حِجْرِهَا لِتُرْضِعَهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَيِيًّا كَرِيمًا، يَسْتَحْيِي، فَيَرْجِعُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَفَطِنَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ -رضي اللَّه عنه- لِمَا تَصْنَعُ، فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَجَاءَ عَمَّارُ، وَكَانَ أَخَاهَا لِأُمِّهَا (١)، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَانْتَشَطَهَا (٢) مِنْ حِجْرِهَا، وَقَالَ: دَعِي هَذِهِ المَقْبُوحَةَ (٣) المَشْقُوقَةَ التِي آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَدَخَلَ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ في البَيْتِ، وَيَقُولُ: "أَيْنَ زُنَابُ؟ مَا فَعَلَتْ زُنَابُ"؟

قَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ، فَذَهَبَ بِهَا، قَالَ: فَبَنَى بِأَهْلِهِ (٤).

وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، وَابْنِ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ قَالَ: . . . فتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَقَالَ: "إِنِّي آتِيكُمْ اللَّيْلَة"، قَالَتْ: فَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ في جَرَّتِيْ (٥)، وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا، فَعَصَدْتُ (٦) لَهُ، قَالَ: فَبَاتَ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَقَالَ


(١) في رواية ابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٢٩٤٩) قال: وكان عمار بن ياسر أخاها من الرضاعة.
(٢) نَشط: أي جَذَبَها ورَفَعَها إليه. انظر النهاية (٥/ ٤٩).
(٣) مَقْبُوحًا: أي مُبْعدًا. انظر النهاية (٤/ ٤).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٦٦٩) - وأخرجه النسائي في السنن الكبرى - كتاب السير - باب الحال التي يختلف فيها حال النساء - رقم الحديث (٨٨٧٧) - وصحح إسناده الحافظ في الإصابة (٨/ ٤٠٥).
(٥) الجَرَّة: هي إناءٌ معروفٌ من الفخار. انظر النهاية (١/ ٢٥١).
(٦) العَصِيدة: هي دقيقٌ يُلَتُّ بالسَّمْنِ ويُطبخ. انظر النهاية (٣/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>