للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتْ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَصَابَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ؟

فَقَالَ حَسَّانٌ -رضي اللَّه عنه- يَمْدَحُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

حَصَانٌ (١) رَزَانٌ (٢) مَا تُزَنُّ (٣) بَرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى (٤) مِنْ لُحُومِ الْغَوافِلِ (٥)

عَقِيلةُ (٦) حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ ... كِرَامِ المَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ

مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللَّهُ خِيْمَهَا (٧) ... وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَاطِلِ

حَلَيْلَةُ خَيْرِ الخَلْقِ دِينًا وَمَنْصِبًا ... نَبِيِّ الهُدَى وَالمَكْرُمَاتِ الفَوَاضِلِ

رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللَّهِ حُرَّةً ... مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ الغَوَائِلِ (٨)


(١) الحصان: بفتح الحاء المرأة العفيفة. انظر النهاية (١/ ٣٨٢).
ومنه قوله تَعَالَى فِي سورة النساء آية (٢٤): {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.
(٢) يُقال: امرأة رزان بالفتح، ورزينة، إذا كانت ذات ثبات ووقار وسكون. انظر النهاية (٢/ ٢٠١).
(٣) ما تُزَن: أي ما تتهم. انظر النهاية (٢/ ٢٨٥).
(٤) قال الحافظ في الفتح (٩/ ٤٢٩): غَرثى: بفتح الغين وسكون الراء: أي خميصة البطن أي لا تغتاب أحد.
(٥) قال الحافظ في الفتح (٩/ ٤٢٩): الغوافل: جمع غافلة، وهي الغافلة عن الشر، والمراد تبرئتها من اغتياب النَّاس بأكل لحومهم من الغيبة.
إِلى هذا القدر أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب قوله تَعَالَى: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} - رقم الحديث (٤٧٥٥).
(٦) العقيلة من النساء: الكريمة. انظر لسان العرب (٩/ ٣٣٠).
(٧) الخِيْم: بكسر الخاء: الأصل. انظر فتح الباري (٩/ ٤٣٠).
(٨) انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>