للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالُوا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مُجِيبِينَ لَهُ:

نَحْنُ الذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا ... عَلَى الجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدًا (١)

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ، وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَارَى (٢) عَنِّي التُّرَابُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ (٣) وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ (٤)، فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوَلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

إِنَّ الْأُلَى (٥) قَدْ بَغَوْا عَليْنَا ... وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا (٦).


(١) أخرج ذلكَ البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الخندق - رقم الحديث (٤٠٩٩) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسِّيَرِ - باب غزوة الأحزاب - رقم الحديث (١٨٠٥) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٧٣٢) - وأخرجه الطحاوي في شرح مُشْكِلِ الآثارِ - رقم الحديث (٣٣٢٤).
(٢) وَريْتُ الشَّيْءَ: أَخْفَيْتُهُ. انظر لِسَانَ العربِ (١٥/ ٢٨٣).
(٣) في رواية الإِمام مسلم قال البراء -رضي اللَّه عنه-: ولقد وارى التُّرابُ بياضَ بطنِهِ.
(٤) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ١٥٩): ظاهرُ هذا أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ كثيرَ شعرِ الصَّدرِ، وليسَ كذلكَ فإنَّ فِي صفتِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّهُ كان دقيقَ الْمَسْرُبَةِ أي الشَّعرِ الذي فِي الصَّدرِ إِلَى البطنِ، فيمكن أَنْ يُجمَعَ بأنَّهُ كان معَ دِقَّتِهِ كثيرًا أي لم يكنْ مُنْتَشِرًا، بل كَانَ مُستَطيلًا واللَّه أعلمُ.
(٥) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ١٥٩): الأُلى بمعنى: الذين
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الخندق - رقم الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>