كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

غزوة بني قريظة - * اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ -رضي الله عنه - ج: 3 - ص: 221

قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: جَاءَ حَدِيثُ اهْتِزَازِ الْعَرْشِ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ -رضي اللَّه عنه- عَنْ عَشَرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَوْ أَكْثَرَ، وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ (١)، فَلَا مَعْنى لِإِنْكَارِهِ (٢).

وَقَالَ الْإِمَامُ الذَّهَبِيُّ: وَالْعَرْشُ خَلْقٌ للَّهِ مُسَخَّرٌ إِذَا شَاءَ أَنْ يَهْتَزَّ اهْتَزَّ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ، وَجَعَلَ فِيهِ شُعُورًا لِحُبِّ سَعْدٍ -رضي اللَّه عنه-، كَمَا جَعَلَ تَعَالَى شُعُورًا فِي جَبَلِ أُحُدٍ، ، بِحُبِّهِ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣)، وَقَالَ تَعَالَى: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} (٤)، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ} (٥)، ثُمَّ عَمَّمَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَقَالَ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (٦)، وَهَذَا حَق، وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه-: كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ (٧)، وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ سَبِيلُهُ الْإِيمَانُ (٨).

---

(١) في صحيح البخاري - كتاب المناقب - باب مناقب سعد بن معاذ -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٣٨٠٣) - وصحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل سعد بن معاذ -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٢٤٦٦).
(٢) انظر فتح الباري (٧/ ٥٠٢).
(٣) أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٤٠٨٣) - ومسلم في صحيحه - رقم الحديث (١٣٩٣) عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا ونُحِبُّهُ".
(٤) سورة سبأ آية (١٠).
(٥) سورة الإسراء آية (٤٤).
(٦) سورة الإسراء آية (٤٤).
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام - رقم الحديث (٣٥٧٩).
(٨) انظر كلام الإمام الذهبي رَحِمَهُ اللَّهُ في سِيَرِ أعلامِ النبلاء (١/ ٢٩٧).