للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَبْعِينَ بَدَنَةً (١) فِيهَا جَمَلٌ لِأَبى جَهْل لَعَنَهُ اللَّهُ فِى أَنْفِهِ بُرَّةٌ (٢) مِنْ فِضَّةٍ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ (٣)، وَبَعَثَهَا مَعَ نَاجِيَةَ بْنِ جُنْدُبٍ الْخُزَاعِيِّ الْأَسْلَمِيِّ -رضي اللَّه عنه- (٤).

فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ ذَا الْحُلَيْفَةِ (٥) صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالْهَدْيِ فَقَلَّدَهُ (٦)، ثُمَّ أَشْعَرَهُ (٧)، وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ وَلَبَّي لِيَأْمَنَ النَّاسُ مِنْ


(١) الْبَدَنَةُ: تقع على الجمل والنَّاقة والبقرة، وهي بالإبلِ أشبه، وسُمِّيَتْ بدنةً لِعِظَمِهَا وسِمَنِهَا. انظر النهاية (١/ ١٠٨).
(٢) الْبُرَّةُ: حَلْقَةٌ تُجْعَلُ في لَحْمِ الأنفِ، وربما كانت من شعر. انظر النهاية (١/ ١٢٢).
(٣) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٣٦٢) - وإسناده حسن.
(٤) هذا هو الصحيح أن الذي كان على هدى رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- هو: ناجية بن جندب الأسلمي -رضي اللَّه عنه-، وقد روى ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٩٤٣) بسند صحيح - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٣٣٩).
(٥) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ١٦١): ذا الحُلَيْفَة: بضم الحاء مُصَغَّرًا، وهو ميقاتُ أهل المدينة، ومن سلك طريقهم.
(٦) تقلِيدُ الهَدْيِ: أن يُجْعَلَ في عُنُقِها شِعار يُعلم به أنها هدي. انظر لسان العرب (١١/ ٢٧٦).
(٧) قال الإمام النووي في شرح مسلم (٨/ ١٨٥): الْإِشْعَارُ في الهَدي: هو أَنْ يَجْرَحَهَا في صَفْحَةِ سِنَامِهَا اليُمْنَي بِحَرْبَةٍ أو سِكِّينٍ أو حَدِيدَة، أو نَحْوِهَا، ثم يَسْلُتُ -أي يَمْسَحُ- الدَّمُ عنها، ويجعل ذلك لها علامة تُعرف بها أنها هديٌ.
وَقَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ٣٦٣): وفي هذا الحديث مشروعية الإشعار، وفائدته: الإعلام بأنها صارت هديًا؛ ليتبعها من يحتاج إلى ذلك، وحتى لو اختلطت بغيرها تميزت، أو ضَلت عُرِفت، أو عطبت -أي ماتت- عرفها المساكين بالعلامة فأكلوها، مع ما في ذلك من تعظيم شعار الشرع، وحث الغير عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>